ماتت قلوب الناس

ماتت قلوب الناس ...


عنوان مقالي هذا استقيته من رؤية للفنان المخرج ( أحمد العريان ) الذي يتابع رؤيته في الحلم العربي , ومنه أتابع رؤيتي :

هل يصحىَ الضمير أم إنه في غيبوبة لا صحوة منها ..؟؟ هل ماتـت إنسانية الإنسان أم لا زال هناك بقية باقية من أشلائه المتـناثرة على حدود الرجولة ..؟؟ أطفالـنا في غزة وبغداد ومعهم جنوب لبنان يدفعون حياتهم ثمن غياب الضمير العالمي عن وعي الحقيقة كما هو ضميرنا العربي النائم على كتـف الخيانة والذل والـتبعية, المجازر بعنفها المدمر نراها كل يوم بأم العين على شاشاتٍ باتت ألوانها تـتشبع بدماء الأطفال والنسوة الثكالى وشيوخنا الكبار أساس وجودنا, كشهودٍ نرى ونسمع بينما الخوف يكمم أفواهنا عن نطق الحقيقة ونصرتـنا لصرخات الأطفال في كل شبر من أرض أوطاننا السليبة, تلك الجراح الملـتهبة تعمقت في روح أطفالـنا ( ولن يغفروا لنا خوفنا ) ولن تـندمل بفعل الزمن لأن مـَن يراهم يسير متفادياً أشلاء جثثهم وعلى عينيه عصبة سوداء لكي لا يرى ما لا يـُرى وأذنيه مسدودة بأقطان الخوف فلا يسمع ما لا يـُسمع متجنباً بذلك صرخاتهم الموجعة وأنينهم المتعب حاملاً خوفه ذلاً وهواناً رضاءً لأجرام عهر القوة وجبروت الشيطان وطمع مـَن لا يشبع.



حصار غزة المفتعل حتى من الأشقاء الأشقياء حصارٌ قاتـل وُجدَ لإعدام شعب فلسطين وأطفاله الخطرين لأنهم هم ـ عنوان مستقبلهم الآتي ـ وإعدام كل حبلى بطفلٍ يأتي مقاوماً ومليئاً بمحبة الوطن السليب ففي عرفهم لا براءة في محبة الأرض والوطن, وأيضاً قتـلُ كل شيخ لأنه أصل وجودهم ... وذبحهم جميعاً قرباناً على محرقة الخيانة والتدمير الممنهج لكسر شوكة بقائهم وقتـل إيمانهم بالوجود على أرضٍ هي لهم ... حصار غزة هو عنوان مستقبلي مبرمج لإنهاء القضية الفلسطينية وشطبها نهائياً وإخلائها من على طاولة مجلس الأمن كقضية مركزية للعرب ... والاعتراف نهائياً بإسرائيل دولة يهودية صافية عرقياً, وإلهاء هؤلاء العرب المستعربة في العراق ولبنان وفلسطين وفي كل أرض عربية تـتـنازعها الصراعات السلطوية والمذهبية لغباء استحكم فينا على مر التاريخ ... أطفالـنا تـُذبح ونسائنا تـُسبى وشيوخنا يـُغدر بهم ونحن خائفون من وقفة حق ونصرة مظلوم مكبلين بأغلال الجهل والذل والـتبعية الغارقة في خيانة مصير الأمة من التحرر والانعتاق.



إن همجية الـتطور في تركيبة الجيوش ودعمها بأسلحة تـفوق قوة تدميرها الخيال واستسلامنا لها تجعلـنا ندفع ثمنها دماءً وأشلاءً نحن بقية الإنسان الأدنى منحنين ذلاً أمام هذا الـتفوق اللاعقلاني لهذا الجبروت الطاغي في كل مكان من هذا العالم الفاني ... إن موت الضمير في هؤلاء يجعلهم قسمين أولهما جبابرة قـُساة لهم السيطرة على مقدرات الحياة المتمثلة بالقوة أحادية الجانب وربيبتها في شرقنا العربي ... وثانيهما من لا يريد أن يرى أو يسمع أو يتـكلم خوفاً ومصلحة ... المهم هو وما بعده الطوفان... والمتمثلة ببعض حكامنا العرب ( لا غفران لما يرتـكبوه في حق شعوبهم وأرض أمتهم ومقدساتها المنتهكة في قدسيتها والمهددة ببقائها ..), كلاهما يشتركان في الجريمة الأول قوةً وبغياً ... والثاني خوفاً وذلاً ومصلحةً .... والمغدور هو شعب أدمن الحرمان والتضحية بكل شيء حتى لقمة عيشه والخبز الحلال ...



الألم كبير لا خيار لنا فيه ... ولكن أليس لنا خيار آخر يؤمن لنا ولأولادنا مصيراً أفضل ... ألم نرى ونسمع بمن قاد ويقود شباباً آمن بأرضه وبأمته وبعقيدة صلبة لا تخاف الصدأ, وقد أصبح عنواناً لمفترق طرق ورمزاً لمقاومة أبت أن تُـذل وتستسلم كما الغير والتي نجحت في الإبقاء على ما تبقى من كرامة وهيبة أمة تركها أولادها عرضة دون حماية تـنهشها العقبان ... لا سبيل لنا إلا مقاومة كل ظلم وحقد واحتلال ... وإلا لا مجال لأن نكون رجال ......